الغرفة الزرقاء - الجزء الخامس


_ قد كان الأمر قد بلغ حدّه عند الرجل كورنييه ، فقال لصديقه :
- أنا أعلم جيداً حقيقة ما أراه حتى إنني اخبرتك أن الفتاة والدماء و الغرفة الزرقاء أراهم في الحلم فقط أما القطة فأكون مستيقظاً تماماً عندما تظهر في الغرفة فجأة ... انتظر لحظة لقد تذكّرت شيئاً كنت قد نسيت أن أتحقق من أمره بالأمس ...

اتّجه كورنييه مُسرعاً إلى الخزانة و جثا على ركبتيه ونظر إلى أسفلها باحثاً هناك عن شيء ما ... تبعه صديقه سيلانو و سأله :
- ماذا تفعل ؟ و ما هذا الشيء الذى نسيت أمره ، لم أعُد أفهمك ؟

فجاوبه كورنييه :
- أبحث عن آثار خدوش زرقاء في الجدار تركتها القطة ، أريد أن أُريك إيّاها إنها دليل على أن القطة حقيقة وليست حلم .

إقترب منه صديقه و بدلاً من أن يبحث معه عن الأثر وقف إلى جانب الخزانة التى كانت صغيرة لحسن الحظ وقام بازاحتها قليلاً ليتمكن من البحث جيداً عن تلك الخدوش التى يتحدث عنها كورنييه و الذي كان من الواضح أنه في طريقه إلى الجنون .

ثم قال سيلانو :
- حسناً ، ها قد أبعدت الخزانة والجدار بات واضحاً كُلّ شبرٍ فيه ، قُلّ لي أين الآثار التي حدثتني عنها ؟

وقف كورنييه صامتاً يُحدّق إلى الجدار أمامه مذهولاً وهو يتساءل مع نفسه :
- أين ذهبت آثار الخدوش التى أحدثتها القطة ، كيف اختفت وكأنها لم تكن ، الأتربة وبيوت العناكب تغطي الجدار في المكان الذي كانت تشغلهُ الخزانة وهذا يعني أنه بالتأكيد لم يقترب من هذا الجزء من الجدار أحد .

ثم التفت كورنييه إلى سيلانو وقال :
- لا أعرف ، صدقاً لا أعرف ، أنا على وشك أن أُصاب بالجنون .

فقال سيلانو :
- حسناً لا عليك يا صديقي ، إذهب إلى عملك الآن فقد تأخرت كثيراً ؟

ردّ كورنييه عليه :
- حسناً إذاً .

غادر كورنييه المنزل .. تاركاً صديقه في حالةٍ غريبةٍ من أمره ، ويبدو أن حالته هذه أصابت أصحاب المنزل بالضيق ، فعلى بُعد عدَّة أمتار من المنزل سمع كورنيبه صوت إمرأة سيلانو وهي تصيحُ بزوجها .

وبعد انتهاء عمل الرجل كورنييه عاد إلى منزل صديقه وذهب إلى غرفة الضيوف التي كان ينام بها ، ثم أصبح يوضِّب أغراضه داخل حقيبته استعداداً للمغادرة .

ولحسن الحظ جاء سيلانو إلى البيت ليرى صديقه كورنييه يعزُم إلى الرحيل ، فقال له :
- ماذا تفعل يا كورنييه ؟

فردّ كورنييه على صديقه :
- سوف أُغادر ، يبدو أن وجودي أصبح ثقلاً على عاتقكم ،  لا أنكر الجميل الذي قدمته لي وشكراً لاستضافتي في منزلك .

قال سيلانو :
- من قال هذا ؟ كما أن عملك هنا لم ينتهي بعد إلى أين أنت ذاهب ؟

قال كورنييه وهو ما زال يرتِّب أغراضه :
- لا عليك سأبحث عن فندق في منطقة قريبة من هنا ... (يتبع)


قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة