_ ﺗﻌﻮﺩُ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1800 ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻓﻲ ﺟﻮﺭﺟﻴﺎ ﺑﺒﻠﺪﺓ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ .. ﺣﻴﺚ ﺳُﻤﻴﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺑﺈﺳﻢ ﺃﺷﻬﺮ ﺃﺳﺮﺓ ﺳﻜﻨﺖ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﺰﺭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺃﺣﺒّﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺷﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺣﻴﺎﺓً ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﻢ الذي توﺳَّﻂ ﻣﺰﺭﻋﺘﻬﻢ .
ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺤﻆ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻞ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ ﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎً ﻧﺤﻮ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍلأﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤُﺨﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﻴُﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺟﻤﻴﻌﺎً .
ﺗُﻔﺘﺢ ﻭ ﺗُﻐﻠﻖ الأبواب والنوافذ ﺑﻘﻮﺓٍ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺍلأﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍلأﺣﺪﺍﺙ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣُﺨﻴﻔﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔً ﺑﺎﻷﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮّﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .. فأﺧﺬﺕ ﺍلأﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﺤﻴﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩُ ﻋﻨﻔﺎً ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻵﺧﺮ .. ﺍلأﻏﺮﺍﺽ ﺗﺘﻄﺎﻳﺮ ﻭ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍلأﺭﻓُﻒ ﻭﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺭﺽ ..
ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺮﻭﻥَ ﺃعيُنِن ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺗﺤﻮﻡُ ﺣﻮﻝ أﻓﺮﺍﺩ ﺍلأُﺳﺮﺓ ﻭ ﻫﻢ ﻧﻴﺎﻡ .. ﻓﺤﺮﻣﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، بالإﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮّﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤُﺰﻋﺠﺔ ﺍلأُﺧﺮﻯ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ تحدث أﺛﻨﺎﺀ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ لوجبات الطعام ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍلأﺷﺒﺎﺡ ﺗُﻘﺪِﻡ ﻋﻠﻰ إﻳﻘﺎﻉ ﺍلأﻃﺒﺎﻕ ﻭ ﺇﻟﻘﺎﺀ بالأكْل ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ..
و ﺧﻼﻝ أﻳّﺎﻡ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﺎﺷﺖ ﺍلأﺳﺮﺓ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﺮﻳﺮﺓ ، ﻭ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻳﺪِ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ للإﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺍلأﺳﺮﺓ بدون سبب ..
ﻗﺮّﺭﺕ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﻣُﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭ ﺗﺮﻛِﻪ للأﺷﺒﺎﺡ .. ﻟﻜﻦ ﺍلأﺷﺒﺎﺡ ﻟﻢ ﻳُﺮﺿﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﺬﺍ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﻳﺪُ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺪّﺓً ﻭﻋﻨﻔﺎً .. ﻭ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﻓﻬﺪّدﺕ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ .. حيث وﺟِّﻬﺖ إحدى الهجماﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍلتي ﻋﺎﻧﺖ ﺃﺷﺪّ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻣﻦ الصفعاﺕ ﻭ الترﻭﻳﻊ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍلأﺷﺒﺎﺡ ﺗﺸﺪُّﻫﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮِﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺗُﺴﻘﻄﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ..
ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍلأﺧﻄﺮ ﻭﺟِّﻬﺖ للأﻭﻻﺩ ﺑﺎلتحديد في اليوم نفسه لمغادرة ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ من البيت .. ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﺍلأﺷﺒﺎﺡ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺑﺎﻟﻤﺴﻨﺪ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﻗﺪ ﻭ ﺍﻧﻬﺎﻟﺖ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍلأﺷﺒﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺭﺃسه ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ أﻣﺎﻡ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ .. و ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺍﻥٍ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﻭ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ لمكاﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ ﻭﺗُﺮﻙ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻳﻨﺰﻑ ﻣﻦ ﻋﺪّﺓ ﺟﺮﻭﺡ ﺧﻄﻴﺮﺓ ..
ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭ ﺗﺮكوه ﻣﻬﺠﻮﺭﺍً ،
ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺃﺻﺒﺢ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺰﺍﺭﺍً ﺳﻴﺎﺣﻴﺎً ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ .. ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ الهجماﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺑﺎﻉ ﺭﻭﺣﻪُ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ثرﻭﺓ مالية كبيرة ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻓﺴّﺮ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺑﺄﻥ ﺍلأﺷﺒﺎﺡ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﻮﺑﻠﺖ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻦ أﻓﺮﺍﺩ أُﺳﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﻟﺬﺍ ﻗﺮّﺭﺕ ﺍلإﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻨﻬﻢ .
ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃُﺧﺮﻯ ﻗﻴﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺻّﻞ ﺃﺣﺪ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮُّﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻜُﺘّﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺪﺭﻭﺍ ﻛُﺘﺐ ﻛﺎﻣِﻠﺔ ﺗﺤﺪّﺛﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻨﺰﻝ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ، و الجدﻳﺮُ ﺑﺎﻟﺬِﻛﺮ أنّ ﺑﻴﺖ أُﺳﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﻨﺴﻲ إﺣﺘﺮﻕ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﺎﻡ 1925 ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻣﺠﻬﻮﻝ حتى الآن ... (النهاية)
قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt
