نبّاش القبور - الجزء الثاني


_ ذلك البريقُ الساطع من تلك السنِ الذهبية الذي أخذ يجذب عقله كأنه يحدثه قائلاً :
- تعال إليّ ، و يا ليته لم يأتي .

إقترب منه و أخرج من جيبه كمّاشة لمثلِ مصادفاتٍ كهذه ، فتح فمّ الرجل و اقترب بيده و اطبق على السن بالكماشة ثم سحبها حتى اخرجها .

أخذ يتطلّع للسن الذهبية بجنون و لم ينتبه لنظرات الميت له ، لقد كان شيئاً مرعباً بحق !

نظر مرة أُخرى إلى الميت ليجد عيناه مفتوحة ناظرةً اليه وهو ممسك بتلك السن .. انتفض بعيداً لكنه اخذ يطمئن نفسه فقد رأى مثل تلك الحادثة عدة مرات .

حاول الوصول لذلك الكفن بجانبه وعيناه مثبتة على عين الميت ، لكن عين الميت تحركت لتنظر الى يديه و الى الكفن ثم نظرت له سريعاً .. لكنها لم تكن بسرعة محروس الذي فرَّ هارباً من القبر تاركاً خلفه الكفن المفتوح .

وصل الى غرفته بسرعة البرق واغلق الباب خلفه واخذ يرتعش ويلفظ انفاسه والعرق يتصبّٙب منه .
اقتربت منه زوجته لتسأله ما الذي اصابه لكنه اخذ يردد كالمجنون :
- الميت استيقظ ، الميت استيقظ ، و هي تحاول تهدئته ، ثم أخذت تضع عليه الغطاء و هو يرتعش ويردِّد بتلك الكلمات حتى اشرقت الشمس .

زيّنت الشمس السماء وانارت الطريق للمارّة و ايضاً المقابر التي خطرت بعقل محروس و تذكّٙر انه ترك القبر مفتوحاً ، فلو القى احدهم بنظره لرأى ذلك الميت العاري .

اكتشف ان هناك شيئاً ما سيحدث ان ترك القبر كما هو ، و اول من سيسأل عن ذلك هو محروس لأنه يعتبر حارساً للمقابر .

 فهنا الوضع كما يقال :
- حاميها حراميها .

أسرع إلى ذلك القبر و أخذ يتفقد الطريق حتى لا يراه أحد ، وصل إلى القبر ووجده مفتوحاً كما تركه ، تقدمت خطواته على الدرج والبرودة تسري لجسده أكثر فأكثر وأقدامه ترجوه أن يتراجع لكن ما سيحلُّ به إن اكتشف أحد ما يفعله يستحق أن يجازف من أجل إخفاءه .

و ما إن وصل للأسفل حتى شابَ شعره من الرعب واتسعت عيناه ، لقد كانت الجثة ملفوفة بالكفن وكأنها لم تتعرى من البداية .

كان سيظن أنّه يتخيل كل ما حدث من البداية لولا تلك السن التي اخرجها من جيبه وذلك القبر المفتوح .

ظنّ ايضاً انه ربما شخصا ما ألبس الجثة الكفن و عقده كما كان ، لم يُرِد إرعاب نفسه اكثر من ذلك بل اكتفى بالانسحاب من القبر واغلقهُ خلفه وعاد الى منزله وهو عازم على نسيان ما حدث ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt


























شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة