_ حلّٙ المساء .. و بينما هو جالس مع عائلته على العشاء دُق باب غرفته ، تقدم إلى الباب ليفتحه وأخذ ينظر إلى الطريق فلم يجد أحد ، بينما هو عائد إلى الداخل سألته زوجته :
- من الذي يدُق علينا بهذا الوقت ؟
فردّ عليها :
- لا أعلم ، لم أجد أحداً بالخارج .
- لا أعلم ، لم أجد أحداً بالخارج .
عاد إلى مكانه و لحظات وتكرّر الامر ولم يجد احداً ، بالمرة الثالثة أخذ يسبُ و يلعنُ الواقف على الباب ، فتقدمت زوجته لفتح الباب وإذ بها تجد قطة سوداء جالسة أمام عتبة المنزل .
سرت بجسدها رعشة منها لا تدري لماذا ، رُبّما من برودة الجو ، عادت للداخل ثم أحضرت لها كسرة خبز ظناً منها أنّها جائعة ووضعتها أمامها لكن القطة لم ترفع عينها من على محروس ، كانت تنظر له كأنها تتوعد له ، لاحظت الزوجة نظراتها فاستعاذت بالله من الشيطان .
فالتفتت لها القطة سريعاً و كشرت عن أنيابها وهي تزمجرُ لها ثم رحلت مُختفيةً بين المقابر .
دخلت الزوجة وأغلقت الباب خلفها وهي تستغرب من تصرفات القطة لكن يبدو أن زوجها لم يلاحظ ذلك أو ربّما لم يهتم ، أكملت الزوجة عشاءها ولم تهتم هي الأُخرى .
عند شروق الشمس باليوم التالي إستعد للخروج للدفن القادم ، ترأس الحضور و أخرج معهم الميت وكان القبر جاهزاً لاستقباله ، وضعوه بالأسفل ثم خرجوا .. وبينما يحاولون إغلاق القبر نظر محروس نظرة سريعة للحضور .
وكأن الزمن توقف كما توقفت عيناه على ذلك الرجل بينهم الذي كان منتبهاً له بابتسامة ماكرة ، لقد كان ذلك الميت الذي خلع سنهُ الذهبية .
انتفض محروس من مكانه وأخذ ينظر له دون انتباه لمن حوله الذين استغربوا بدورهم من تصرفه وكأنه رأى شبحاً ، إقترب أحدهم قائلاً :
- هل أنت بخير يا رجل ؟
- هل أنت بخير يا رجل ؟
أخذ يلتقط أنفاسُه ثم نظر له قائلاً :
- أنا بخير ، بخير .
- أنا بخير ، بخير .
عاود النظر مجدداً لذلك الميت أو المفترض أنّه ميت لكن لم يجده !
أنّهى ما كان يفعله وأخذ أجره ثم عاد للمنزل وعقله منشغل بما حدث ، بالرغم أنّه حارساً للمقابر و يرد عليه الكثير لكنه لم يرى من قبل ميتاً يستيقظ ويلاحقه ، أو هكذا ظنّٙ هو .
لم يذهب هذه المرة لأداء ما يفعله بكل مرَّة خوفاً من أن يراه مرَّة أُخرى ، يبدو أنّ الضحية الآن هي المطارد ..
مرّٙت الايام ولم يحدث شيء حتى اعتقد أنّها مُجرَّد تخيُلات لا أكثر ... (يتبع)
قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt


