نبّاش القبور - الجزء الرابع


_ ذهبت الزوجة في يوم ما إلى السوق لشراء بعض حاجيات المنزل ، أخذت تدوِّر وتبحث عما تريد حتى أنّها لم تنتبه لما هو أمامها واصطدمت بسيدة عجوز مُتكئة على عصاها ، فقالت لها :
- اعذريني لم انتبه لكِ .

أفزعتها العجوز عندما أمسكت يدها واقتربت لأُذنها تهمس لها قائلة :
- أخبريه يا بنت حسينة أن للميت حُرمته .

ثم أخذت خطواتها تبتعد عنها وهي تردِّد :
- للميت حرمته ، للميت حرمته .

هنا الزوجة صُدمت مما سمعته من الإمرأه العجوز فكيف لها أن تعلم إسم والدتها وهي لا أحد يعرفها بالقرية ؟ وأيضاً من تقصد بأن تخبره ؟ أيعقل أنّها تتحدث عن زوجها ، لكن كيف علمت بما يفعله ؟ هناك شيء ما يحدث !

عادت الزوجة للمنزل بعدما قضت وقتها بالطريق في تساؤلات لا تعلم لها اجوبة ..

وصلت الى المنزل و أغلقت الباب خلفها ووضعت ما بيدها منتظرة عودة زوجها لتستفسر منه عمّا يحدث .

ماهي إلّا لحظات ودخل الزوج ، لم تنتظر منه أن يجلس أو يستريح مما كان يفعله أياً كان بل انهالَت عليه بالأسئلة وهو لا يفهم منها شيئاً ..

أخذ يُهدئها قائلاً :
- إنتظري قليلاً ، عن أيّ عجوز تتحدثين ؟ أنا لا افهم شيء !

تنهدّٙت ثم قصّٙت عليه ما حدث بالسوق ثم تابعت كلامها قائلة :
- ألن تكف عمّٙا تفعله ؟ ماذا إن اخبرت تلك العجوز أهل القرية عما رأته ؟

قاطعها قائلاً :
- ومن قال لكِ أنّها رأت شيئاً ؟..

سكت قليلاً ثم نظر لها متابعاً ولهجة التوتر باديةّ عليه :
- ثم كيف علمت تلك العجوز اسم والدتك ونحن لا يعلم احد عنا شيئاً ؟!

فقالت له :
- لا أدري هذا ما ظلَّلت أسألُه لنفسي .

أصاب الغفير التوتر ثم نظر لها قائلاً :
- حسناً إغلقي الموضوع ، أنا أعلم ما افعله .

مرّٙت الايام ولم يحدث شيء حتى أيقن محروس أنّ كل ما يحدُث ليس سوى أوهام وأحلام يقظة .. حان موعد الدفن القادم و مرّٙ كل شيء على ما يرام وهذا طمئنه أكثر و جعل شكوكه تتلاشى حتى جاء الليل وتغيّر كل شيء .

خرج محروس من منزله قبل الفجر مُمسكاً بالمصباح وأخذ يتفقد الطريق كعادته حتى لا يراه أحد من المارة ، وصل إلى القبر ونزل أدراجه ثم بدأ يزيل عن الجثة الكفن رويداً رويداً حتى قاطعه صوت زوجته تناديه :
- أأنت في الأسفل ؛ بادلها الرَّد :
- نعم ، سأصعد في الحال .

أسرع واخذ الكفن ثم خرج من القبر واخذ ينظر حوله لم يجد احد .
تعجّٙب من ذلك واخذ يحدِّث نفسه قائلاً :
- اين ذهبت ؟ ربما عادت الى المنزل .

لكن لحظات وسمع الصوت مجدداً و كان هادئاً جداً :
- محروووس ، محروووس ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة