نبّاش القبور - الجزء التاسع (الأخير)


_ حلَّ منتصف الليل و محروس ما زال مكانه حتى استرق لسمعه صوت صرير الباب و هو يفتح ، لقد ظنَّ لوهلة أنّها زوجته قد عادت للمنزل ، وقد كان مخطئاً لقد عاد الرجل ذو السن من أجله هذه المرة .

ما إن أسرع محروس ليرى من دخل منزله حتى انتفض من الرعب وانعقد لسانه عن الكلام ، فحتى لو صرخ فأقرب شخص إليه على بعد أميال بالقرية .

لقد أيقن أنّه هالك لامحالة ، أخذت خطوات محروس تتراجع  وتتعثّر بكل ما يعترضها ، وهو يراقب ذلك الرجل يقترب منه ، أَخرَج محروس السن الذهبية من دُرجِه السُفلي والقى به للرجل ، وقال له :
- خذه وارحل عنّي ، أرجوك .

ضحك الرجل بصوت عالٍ و ردّ قائلاً :
- أنا لم أأتي من أجل هذا بل من أجلك أنت ، لقد خُنتَ الأمانة وحان وقتُ دفع الثمن .

أنهى ذلك الرجل كلماته وقد تغيّر شكله تماماً كي يشبه الشياطين وكأنه بهيئته الأولى لم يكُن ليظن محروس أنّه سيكون ما هو أبشع من ذلك .

أخذ محروس يصرخ ويترجاه أن يتركه وأنّه لن يُكرِّر فعلته هذه مجدداً فلقد ندم كُلّ الندم بعد موت طفله .

اقترب الرجل من أُذنه وهمسَ قائلاً :
- الجميع يقول هذا ...
ثم ابتسم متابعاً :
- لكن العقاب لا مفرَّ منه .

و أخذت صرخات محروس تدوي بالمكان ممزوجةً بالضحكات حتى اختفت تماماً ..

ومن وقتها أخذت الإشاعات والأساطير تنتشر فالبعض قال أنّه غادر مع عائلته ، والبعض قال أنّه رآه يجوب المقابر ليلاً ثم اختفى .. كما أن هناك اقوال عن غرفته المسكونة التي قُتل بها كل حارس أقام بها بعد مغادرته بطرق غامضة .. و قيلَ ايضاً أنّ هناك صوت يصدر من أرض الغرفة كأن احداً ينبش بها ليحاول الخروج .

وفي الختام ؛ كما يُقال : (الطمع قلَّ ما جمع) .

" إحذر أن تنبش قبر الدنيا للبحث عن غنيمة ليست لك ، لا تدرِ ربّما تكون نبشت قبرك بيديك إرضاءً لطمعك ، تذكَّر ليس كلّ ما يلمع ذهباً ، ربّما تكون لعنةً تدعوك لتقع بفخها و بقاعها المظلم " ... (النهاية)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة