نبّاش القبور - الجزء الثامن


_ لقد وٙجد ابنه عارياً و ملقى بجانب الكفن كأنه تعارك مع شخص ما وضربه بعرض الحائط وكَفَنه كان ممزّق تماماً ، اخذ يبكي على حال ابنه ممسكاً بالكفن ..

حتى تراود لسمعه ذلك الصوت ، انه ليس غريباً عليه بل انه لا ينسى ابداً لأنه سبب ما يحدث ..
نظر الى مدخل القبر وعيناه غارقة بالدموع واذا بذلك الرجل يقف على المدخل وعلى وجهه ابتسامة شماتةً بحاله .
صرخ به محروس قائلاً :
- أنا من فعلت بك هذا ، لا دخل لابني بذلك .
فقاطع الرجل كلمات محروس قائلاً :
- انت لم تَصُن الامانة يا محروس فلا تتوقع ان تُصَان امانتك .
اتم الرجل كلماته ثم اختفى ليجد محروس زوجته تقف مكان الرجل وتنظر اليه والى ذلك الكفن بيديه ، لم تستطع التكلم بل بادرت دموعها لتتكلم عنها ، قبل ان يتحدث محروس مدافعاً عن نفسه قاطعته صرخات زوجته به قائلة :
- هل اعماك طَمُعك لتأخذ كفن طفلك ايضاً ، كيف تفعل ذلك ؟
اقترب محروس منها لتهدئتها وهي تستمر بإهانته لكنها انصتت في النهاية لحديثه عن ذاك الرجل ومطاردته له وانه سبب ما يحدث لكن ذلك لم يكن ليغير شيئاً بل زاد الطين بلَّه .
قبل ان ينهي محروس حديثه تبادر الى ذهنه صوت صراخ طفلته الصغيرة التي تركوها وحدها بالمنزل ، ترك محروس قدماه تسابقه اليها وزوجته تبعته وما ان اقتربا ودخلا المنزل كانت الصدمة .
لقد وجدوا طفلتهم تبكي وهي تشير لذلك الشيء ، لقد كان رجلاً يغطي وجهه المشوه وكان يقف باعوجاع بسبب ارجله التي تشبه ارجل الماعز ، وعيناه تلك التي كانت بيضاء تماماً .
هنا صرخت زوجة محروس واسرعت لابنتها تجرُّها بعيداً عنه ومحروس يقف مردداً بعض الآيات ويرشرش الماء المرتَّل عليه من سُوَر القرآن حتى اسرع ذلك الشيء بالهروب بعيداً عن المنزل مختفياً بين القبور .
بعدما قضت زوجة محروس الليل بكامله بجانب طفلتها التي تملكها الرعب من الصدمة ومحروس يراقبها ولا يجرؤ على الكلام ، اخذت زوجة محروس طفلتها وخرجت من المنزل ، فيكفي خسارتها لطفلها ولن تنتظر لجنازة طفلتها الاخرى حتى تستفيق من ذلك الكابوس .
تركت خلفها محروس الذي ظلَّ جالساً بركن غرفته ، يتندم على كل ما فعله وعلى كل كفن ازاله ببرود تام ، لم يكن يعلم ان طفله من سيدفع الثمن ، بل كان محروس مخطئاً فطفله دفع فقط جزءاً من الثمن وحان دور محروس ليعاقب على فعلته ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة