الغرفة الزرقاء - الجزء السابع


_ التفتت الفتاة التي كانت واقفة أمام النافذة إلى الرجل كورنييه ، وقالت له :
- كنت أنظر إليك تقريباً كل يوم يا عمي منذ أن أتيت .. كنت أخرج من غرفتك كل ليلة لأقف هناك ..
وأشارت بإصبعها تجاه باب المنزل ..

فقاطع كلامها والدها سيلانو وقال لكورنييه وهو شارد الذهن عن ما تقوله إبنته :
اعتُدت على رؤيتها كل ليلة يا صديقي وعلى الرغم من كوني أعرف حقيقتها إلا أنني لم أخشاها قط .. بل كنت استيقظ من نومي فقط لأراقبها وهي تخرج من غرفة الضيوف لتجمع الثمر الواقع على الارض في الحديقة .. كانت تنظر إلي دائماً لكن بعد مجيئك تحوّلت نظراتها إليك فعلِمت أنّك تراها ..
ما يحيّرني هو لِم نحن أنا وأنت فقط ؟ فطوال حياتي لم أراها تنظر تجاه غرفة الضيوف حتى وإن كان هناك أحد بداخلها .. فأنت أول ضيف تنظر تجاهه وربَّما تفسير هذا هو أنّها تعرفك !

لم يكن كورنييه قد استوعب الأمر ، فردّ قائلاً :
- لا أفهم عمّا تتحدث ؟

قال له سيلانو :
- أنت تفهم كل كلمة نطقتُ بها .. الإختلاف الوحيد بين ما أراه و ما تراه هو أنّك لم تكن ترها إلا فى أحلامك فقط ، أمّا بالنسبة إليّ فهي كانت موجودة في أحلامي و واقعي ، فإبنتي علمت أنّك قابلت القطة "كاتلين" أيضاً !

كورنييه لم يعلم حينها ، هل الأمور تُحلّ بالنسبة إليه أم إنّها تتعقد أكثر ؟ أدرك أنّه لا فائدة من الإنكار أمام فتاة يبدو أنّها تعرف الكثير .. و ربّما تلك تفسيرات لِما يحدث معه ..

فأراد كورنييه أن يصارحهم أيضاً :
- من قال لك يا سيلانو إنّي لم أرى تلك الفتاة إلّا في أحلامي لقد رأيتها على أرض الواقع و في وضَح النهار .

دُهش سيلانو من كلام صديقه الذي يسمعه لأول مرّة أمّا هي فلَم تحرِّك ساكناً ويبدو أنّها كانت على علم بأنه سيقول هذا ، فقال له :
- متى حدث هذا و أين ؟ ولماذا لم تقل لي هذا من قبل ؟

فجاوبت إبنة سيلانو بدلاً من كورنييه ، وكأنّها تقصد بكلامها فتاة أُخرى مثلها لكنها ليست هي :
- تمهّل يا أبي إن صديقك لم يراها حقاً .

وعندها تكلّم كورنييه قائلاً :
- لقد رأيتها يوم كنا في المزرعة سوياً .. وقتها لم أستطع تفسير الأمر فقلت لك إني رأيت القطة فقط كي لا تدعوني بالمجنون .

فردّ عليه سيلانو :
- لا ، لم ترها صدقني ! و سوف أُثبت لك ؟ الفتاة التي تراها في حلمك ترتدي ملابس ترجِع إلى فترة التسعينات أ ليس كذلك ؟

قال له كورنييه :
- أنا لا أعرف في الأزياء جيداً ، لكن أظنّ هذا !

فسأل سيلانو صديقه مجدداً :
- حسناً ، والآن أخبرني ما الذي كانت ترتديه الفتاة عندما رأيتها يوم جولتك في المزرعة ؟

ردّ كورنييه على سؤال صديقه :
- لا أذكر جيداً ، كما إنّي لم أراها بوضوح لأنها كانت ...

فجأة ! توقف عن الكلام حين فَطِن ما رآه يوم كان في المزرعة ، فالتفتت إليه إبنة سيلانو وهى تبتسم قائلة :
يبدو أنّك أدركت حقيقة ما رأيته يومها ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة