نبّاش القبور - الجزء السادس


_ مرّٙت الايام ولم يحدث شيء ، إطمئن محروس و أخيراً استطاع النوم و يا ليته لم يفعل .

ما إن استغرق بالنوم حتي رأى انه وسط المقابر ليلاً ، كان الهدوء يعمُّ المكان .. قطع ذلك الهدوء خطوات لركض احد ..

اخذ ينظر حوله عن مصدر الصوت فوجدٙ ابنه الاكبر وحيد البالغ من العمر ١٤ عاماً ، اخذ محروس يناديه ويركض تجاهه لكنه كان يختفي ويظهر بمكان آخر حتى اختفي تماماً .

ظلّٙ يناديه ويبحث عنه حتى سمع ندائه :
- أبي ، أنا هنا تعالٙ إلي .

تتبَّع محروس الصوت حتى وقف امام قبر لقد كان الصوت يصدر من داخل القبر المغلق ، لقد كان شيئاً مرعباً بحق !

أزاحٙ محروس باب القبر و نزل ادراجه والصوت يقترب اكثر فاكثر حتى وجد احداً عليه كفن كأنه ميت يتحرك ، اخذ محروس يفك العقدة بسرعة وهو يردد :
- لا تخف يا بني ، سأخرجك حالاً من هنا .

وعندما انتهى كانت المفاجأة لقد كان الكفن فارغاً كيف ذلك وقد رآه بعينه يتحرك ؟؟ اخذ ينفض الكفن وينظر هنا وهناك ، لا يوجد احد سواه بالقبر .

نظر إلى مدخل القبر فوجد الرجل صاحب السن وهو يقول :
- راح و ارتااااح ، راااح وارتاح ، أخذ يردُّدها وضحكاته تدويْ بالمقابر .

أسرع محروس للخروج من القبر لكنه أُغلق عليه الباب فأخذ يصرخ بداخله حتى استيقظ على صراخ زوجته وهي تناديه ..

أسرع إليها و جدها تبكي بالخارج وهي تضم إبنها وحيد الذي اختفت انفاسه معلنةً رحيلهُ ، بعدما تأكد من ذلك محروس بتحسُّس نبضات قلب ابنه وهو لا يعي ما يحدث ..

حتى أنه لم يخطر في بالهِ الحلم بل كل ما كان يشغل عقله هو ابنهُ الملقى صريعاً على الارض .

أشرقت الشمس وكان كل شيء مُعدَّاً للعزاء ولتجهيز الجنازة ، أخذ إبنه ونزل به أسفل القبر ووضعه وهو لا يصدِّق أن ما بين يديه هو إبنهُ قُرة عينه ، حينها فقط قاطع دموعه ذلك الحلم الذي رآه عن ولده وعلم أن موته بفعل احد .

خرج من القبر وأغلقهُ خلفه وأخذ الشيخ يرتل الآيات والسور القرآنية والجميع ما بين صمت وبكاء ، هنا عادت لمحروس أحداث موت إبنه التي قتلته بدورها أو بالأحرى ذكَّرته ، ماذا كان يفعل طفله خارجاً في المقابر بمنتصف الليل ؟

أسرع لزوجته يستفسر منها .. هذا كان سؤاله لها وبادلته بالرّد أنّها سمعت صراخ إبنهما .. فسارعت خارج المنزل لتجده مُلقى بين المقابر جثةً هامدة ، لكنها لم تشعر به وهو يخرج من المنزل ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة