نبّاش القبور - الجزء السابع


_ ما حدث لمحروس أكّد له أنّ ما يحدث سببه ذلك الرجل ذو السن الذهبية ، كانت لتظن زوجته أن موت إبنها لا دخل له بأحد ، لولا تلك العجوز التي اقتربت منها مرَّة أُخرى لتعزيها بموت إبنها قائلة :
- البقاء لله ..

سكتت العجوز قليلاً ثم تابعت :
- يبدو انكِ لم تخبريه ان للميت حرمته .

هنا صرخت فيها الزوجة قائلة :
- أُخبرُ من ؟ و ماذا تقصدين بكلامك ؟ ألا يكفيني ما أنا فيه حتى تأتي انتِ لتحدثيني عن تخاريفك ؟!

عندها كان الرد :
- إهدئي يا ابنتي .

هنا أشارت العجوز بعصاها على محروس الذي كان بدوره يُسلِّم على الرجال بالعزاء قائلة :
- أتحدث عنه يا ابنتي .

ثم نظرت لطفلتها الصغيرة متابعة :
- خسارة أن تُدفن تلك الابتسامة .

هنا أبعدت الطفلة عنها وهي تصرخ بوجهها قائلة :
- ما هذا الجنون أيّتها العجوز الشمطاء ، لو رأيتك تقتربين من إبنتي س...

لكن العجوز لم تهتم لكلامها ولم تنتظر لسماع تهديدها بل تابعت طريقها مبتعدة عنها ، أسرعت خلفها وأخذت تبحث عنها لكنها كالغبار تحلّلت بالهواء ولم يعُد لها أثر .

إنتظرت الزوجة بعدما غادر الجميع وأخبرت زوجها عمّا حدث ، وأخذت صرخاتها به تزداد :
- أنت السبب بما حدث لإبني ..

لكنه ظلَّ صامتاً مستمعاً لحديثها و بعد مدَّة أنهى حديثها قائلاً :
- لست أنا السبب بما حدث لابنك ، إنه قضاء وقدر ولا أريد سماع هذا الكلام منكِ مرَّة أُخرى .

إنصرف محروس و تركها لكنها لم تصدِّقه فهي تعلم أن هناك شيئاً ما يحدث والسبب هو ما يفعله زوجها ، المفترض أنه يحرس القبور من اللصوص لكن إنقلب الحال .

عاد بالليل و لم يلتفت لنظراتها له التي إن تحدثت لقالت أنه من قتل ولدها ، استلقى على سريره و ماهي إلا لحظات حتى غطَّ بالنوم ، رأى حلماً يشبه ذلك الحلم الذي مات فيه إبنه لكن هنا كان يسمعه فقط ..

لقد كان يصرخ و صوته يدوي بالمكان ومحروس يلتفت حوله لا يدري من أين يأتي الصوت أنّه يتكرّر بأرجاء المكان .

إستيقظ محروس وهو لا يدرِ ما معنى ذلك الحلم ، وتجاهله لكن الحلم أخذ يتكرر يومياً إلى أن قرّر محروس أن يفتح قبر إبنه ليرى ماذا يحدث به .

خرج محروس ممسكاً المصباح بالليل و لم يلتفت لنداء زوجته بل تابع طريقه لقبر إبنه وصراخه يتردّد بسمعه ، إقترب من القبر وفتحه ونزل أدراجه ممسكاً بالمصباح وما إن وصل إلى الأسفل كانت المفاجأة ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة