الغرفة الزرقاء - الجزء الثالث


_ قامَ كارنييه من مكانه ، وهبّ واقفاً فأصابته نظرات القطة بالخوف ، فأسرع ليُشعل المصابيح وقبل أن يُنير الضوء الغرفة كانت القطة قد اختفت تماماً كذلك آثار أقدامها الزرقاء .

تلفّت كورنييه حوله هنا وهناك باحثاً عن القطة المخيفة لكن الغرفة كانت خالية بالفعل حتى أسفل الخزانة لم يجدها فهي لم تختبئ هناك كما فعلت بالأمس ، تساءل إلى أين ذهبت نظر بسرعة صوب النافذة ربما فُتحت بفعل تيار هواء قوي إلا انها كانت على حالها مُغلقة كما تركها .

اقترب من النافذة أكثر ونظر من خلالها ليجد في الخارج القطة تقف أمام باب المنزل الذى اقحمت جسدها الصغير بين قضبانه الحديدية وخرجت منها فراقبها كورنييه حتى اختفت هناك وسط الظلام ، ظلّ الرجل مستيقظاً طوال الليل بسبب خوفه حتى غلبه النعاس بحلولِ الفجر تقريباً فاستقبل زائراً آخراً في كابوس قد رآه .

فى الصباح قصّ كورنييه ما حدث معه فى الليلة السابقة على صديقه سيلانو وهذه المرة فشلت كل محاولات سيلانو في السيطرة على توتره فتغيَّر لون وجهه وقال :
- ربَّما كنت تحلم يا صديقي فلم يسمع أحد من عائلتي عن مثلِ ذلك في البيت و لم أرَها مسبقاً قبل أن تُريني إياها بينما كنا فى المزرعة سوياً ، لذا أرجو منك ألّا تعيد هذه القصة أمام افراد عائلتي وخاصةً زوجتي فهي تخاف مثلَ تلك القصص .

فقال كورنييه لصديقه :
- حسناً يا صديقي لك ما طلبت ، لكن هناك صلة بين الكابوس الذى يراودني وبين هذه القطة التى تأتي ليلاّ ..

قاطعهُ سيلانو قائلاً :
- لما تقول هذا ؟

فردَّ عليه كورنييه :
- بسبب الطلاء الأزرق الذي تركته القطة على الفراش بالأمس هو نفسه الذى رأيته فى الحلم ...

ذهب سيلانو مُسرعاً ولحقهُ كورنييه إلى غرفة الضيوف ليتفقَّد الفراش ولم يرى شيئاً ، فنظر إلى كورنييه قائلاً :
- قُلت لي أن الطلاء الأزرق هذا خلَّفته أقدام القطة فوق هذا الغطاء أليس كذلك ؟ إذاً أين هو لما لا أراه ؟ إن الأمر برُمته مجرّد حلم يا صديقي ؟

كان يدري كورنييه أن ليس للطلاء الأزرق أثر على فراشه ، لكن لم يستطع أن يُكذب نَفسه ، فردّ على تصرّف سيلانو :
- لا تقل لي مثل هذا الكلام ، فرجلٌ في مثل عمري قادر على التفريق بين ما هو حلم وما هو واقع ، دعك الآن من قصتي هذه طالما أنّك لنّ تصدق الأمر فلا فائدة من النقاش .

إبتسم سيلانو بعض الشيئ وقال لكورنييه :
- لا تنزعج من كلامي يا صديقي فأنا لا أملك تفسيراً آخر لما قصصته عَلَي !

مرَّت ساعات النهار بسرعة في عمل كورنييه دون أن يهتم بما يدور حوله فقد كان تفكيره مُنصَب على القطة والكابوس لدرجة أنه انتظر الليل بلهفة كي يحلَّ اللغز وبالفعل جاءت القطة في موعدها تماماً بعد أن غطى وجهه متصنعاً النوم وقفت بجانبه على السرير إلى أن تأكدت من أنّه انتبه لوجودها ثم قفزت متجهة الى أسفل الخزانة كما فعلت فى المرة الاولى ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook.com/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة