أطفال عائلة سودر - الجزء الرابع (الأخير)


_ في ذلك اليوم الذي رأى الأب جورج صورة تلك الفتاة على الجريدة ، أيقن أنّ ما تظنه زوجته ربّما كان صحيحاً .. فاستقلّ سيارته بعد أن اصلحها واتجه إلى مانهاتن للبحث عنها ظناً منه أنّها إبنته .. و بعد عناءٍ طويل من البحث .. وجدها لكن والديها رفضوا أن يتواصل جورج مع إبنتهم كي لا تُصاب بعقدةٍ نفسية من تلك القصة المجنونة .

وفي اغسطس عام 1949 قرَّر جورج إعادة فتح التحقيق في لُغز حريق بيته .. فقام فريق التحقيق بعمليات بحث وتنقيب كامل ، و أُرسلت كل العيّنات التي وجدت إلى مؤسسة <سميث سونيان> التي بدورها أصدرت تقريراً جاء فيه :
" أن العظام التي عُثر عليها و هي أربعة فقرات قطنية تعود لشخص واحد و هو صبي في 16 أو 17 من عُمرٍه ، كما صرّحت المؤسسة أيضاً أن الفقرات لا يظهر عليها أي دليل على أنَّها تعرّضت للإحراق هذا بالإضافة إلى أنه كان يجب العثور على عظام أُخرى في المكان ، وبما أن وقت الحريق لم يستمر لأكثر من ساعة لذا كان من المتوقع العثور على هياكل عظمية كاملة للأطفال الخمسة "

و في نهاية المطاف .. و عندما لم يُعثر على أدلّة أُخرى قدّ تُفيد في حلِّ اللُغز توقفت عمليات البحث ، بعدها قام جورج بمحاولة أخيرة وهي وضع لوحة كبيرة تحمل صور أطفاله وأسمائهم وأعمارهم و نبذة عمّا حدث لهم و جائزة مالية ضخمة لِمن يعثر عليهم أو يقدِّم معلومات تُفيد في العثور عليهم .

و من ثم توالت البلاغات عن رؤية الأطفال هنا و هناك .. وكُلّ مرَّة كان يعودُ جورج و زوجته بخيبة جديدة إلى أن فقدوا الأمل .

و في عام 1968 أي بعد ما يزيد عن العشرين عاماً .. ذهبت الأُم جينى لتُحضِر البريد .. عندها وجدت رسالة لا يوجد عليها عنوان المُرسل لكنها تحمل خِتم ولاية كنتاكي .. و عندما فتحت جينى الظرف وجدت بداخله صورة لشابٍ يتراوح عمره ما بين ال 25 و 30 سنة تقريباً .. و على ظهر الصورة مكتوب بخط اليد  " لويس سودر ; أنا أحب أخي فرانكي "

أكَّدت جينى أنه لا يمكن إنكار التشابه بين إبنهم لويس الذي كان في التاسعة من عمره وقت الحريق و بين هذا الشاب الموجود في الصورة ، فلهُ الشعر المجعد نفسه و العينان البُنيتان و كذلك شكل الأنف .

عاد الأمل يُداعب عائلة سودر من جديد .. فقام جورج بتكليف محقِّق خاص ليتولى أمرَ صاحب الصورة و أرسل المُحقق إلى ولاية كنتاكي ، لكنه لم يتوصل إلى أيّة معلومات جديدة .

و في النهاية صرَّح كل من جورج وزوجته جينى بأنَّهما كانا يأمَلان بمعرفة ما إذا كان أولادهم قد ماتوا بالفعل أم أنَّهم تعرَّضوا للإختطاف ونجوا من الحريق حتى وإن لم يتمكنوا من التواصل معهم فيكفيهم فقط معرفة مصير أبنائهم .

توفِّي الأبُ جورج بعد فترة قصيرة من عام 1968 دون أن يعرف أيَّ شيء عن أولاده الخمسة مجهولي الحال في حين بقيت جينى زوجته ترتدي الأسود كحداد على أطفالها و زوجها إلى أن ماتت عام 1989 ... (النهاية)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة