الغرفة الزرقاء - الجزء الثامن


_ صُدِمَ الرجل كورنييه و لم يصدِّق ما تراه عيناه .. تراجع بضع خطواتٍ إلى الخلف حتى كاد يسقط من هَوْلِ الصدمة ، ثم قال :
- لا أُصدِّق هذا ، لقد كنتِ أنتِ ..

نظَر إلى صديقه و أخذ يُشير له تجاه الفتاة ..
ثم صرخَ بوجهه قائلاً :
- من هذه يا سيلانو ؟ من تكون هذه الفتاة ؟ لولا أنّي أعرف جيداً الفتاة التي أراها في حلمي لقلتُ أنّها هيَ .

ردّ سيلانو على صديقه ببرودٍ تام :
- هدئ من روعِك إنّها إبنتى داليا ، لقد طلبت مقابلتك  فقد علمت بأمرِ ما تراه في أحلامك من القطةِ و الفتاة و الغرفةِ الزرقاء .. و إلى ما هنالك و كلّ شيء يحدثُ معك دون أن أُخبرها به ..

حينها كانت البنت داليا ما زالت واقفة بالقرب من النافذة ، فقالت للرجل كورنييه الذي أجلسه والدها ليُريح أعصابه :
- أجل أنا إبنة سيلانو و السِر المخفي عن الجميع ..
قُلْ له يا أبي أنّكم تعتقدون أنّي مجنونة و أنَّكم جعلتم أمري سراً لا تطلعون عليه أحد ، فإنّي لم أُقابل إخوتي يوماً بل أراهم من بعيدٍ فقط ، كما إنّ أبي يُحضر لي الطعام إلى غرفتي فأنا ممنوعةٌ من مُقابلة الناس .. أتعرف يا عماه كورنييه كلّ هذا بسبب حِلم أراه كلّ ليلة ، يُلاحقني منذ أن كنتُ طِفله لم أنساه .. ظننتُ كثيراً أنّه واقع ، أرى الكابوس ثم أستيقظ لأُقابل شبح فتاة تشبهني في الخارج ، منذ صِغري وأنا أراها إلى أن كَبِرت و أصبحت نِسخة طبق الأصل منها .. لا أعرف من هي ، و لم أجد يوماً تفسيراً للحلم الذي حفظته عن ظهرِ قَلْب مِن كثرةِ ما رأيتُه .

تنهَّدَت الإبنةُ داليا و قالت لوالدها سيلانو الذي ما زال ساكتاً و لم ينطُق بكلمة :
لا تخف يا أبي فأنا ما زلت على وعدي بعدم الخروج من هذه الغرفة .. أتذكر عندما أقنعتني عندما كنتُ صغيرة بأنّ خروجي من هذه الغرفة يعني موتي ! و قلت لي أنّ الفتاة التي أراها تراقبني مُنتظرة لحظة خروجي حتى تقتلني !! وقتها صدَّقتك مُعتقدة أنَّك تُريد حمايتي لا حماية اسم العائلة و صورتها .. وقتها طلبت منِّي أن أعِدُك ألّا أخرج من هنا ، و فعلت ما وعدتك به يا أبي ولن أُخلف وعدي ، فأنا بتُّ متأكدة من أنّي سألقى حتفي إن وضعت قدمي خارج هذا الباب و لا أعرف كيف سيحدث هذا و لا متى لكن أشعر أنّه بات قريباً جداً ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة