_ إنهارَ الوالد سيلانو باكياً راجياً من إبنته أن تُسامحه كان الموقف عصيباً حينها ، فقرّر الضيف كورنييه الإنسحاب لكن الفتاة استوقفته قائلةً :
- ألا تُريد معرفة ما أراه في الكابوس يا عمي .
كان هناك شيء آخر يشغُل بال كورنييه في تلك اللّحظة أكثر من أمر كابوس الفتاة ، لكنه انتظر كي يسمع ما لديها ربّما يجد في كلامها بعض التفسيرات لهذا العدد الهائل من الألغاز التي تحيط به منذ أن وضع قدمه في هذا المكان ، فقال لها :
- بالطبع يا ابنتي تفضّلي ها أنا اسمعُك .
قالت البنت داليا :
- الغرفة الزرقاء !
ردّ عليها الرجل كورنييه :
- تلك التي في حلمي ! ما بها ؟ و ماذا عنها ؟
فقالت البنت له :
- إنّها في حلمي أيضاً يا عماه كما قُلت لك .. إنّي أرى نفسي واقفةً في غرفةٍ زرقاء لها باب مفتوح على حديقة أو ربّما مزرعة وتحت قدماي طلاءٌ أزرق يختلِط مع طلاءٍ أحمر إلّا أنني أدركت بعدها أنّه ليس بطلاء بل دماء ! بركة من الدماء يا عماه !! فأسير تجاه الباب وهناك أقفُ لدقائق اتأمل الفتاة الجميلة النائمة على أرض المزرعة .. فجأة تأتي أُمي فتشدّني من ذِراعي إلى الداخل .
قال العمُّ كونييه :
- فتاة نائمة في الحديقة ، هذا غريب !
فقالت له داليا :
- إنّها لم تكن نائمة كما كنت أعتقد في صغري ، بٍتُّ أفهم الحلم تدريجياً مع مرور الوقت ؛ كانت ميِّتة !
ردّ الرجل كورنييه :
- ميِّتة ! هل هي الفتاة نفسها التي ترينها قُرب الحديقة كلّ ليلة و التي تظهر في أحلامي أنا أيضاً ؟
فأجابته الفتاة قائلةً :
- أجل إنّها هي .. حتى أنّها ترتدي الملابس نفسها !
قال لها كورنييه :
- كم كان عُمرك عندما بدأتِ ترينَ الكابوس هذا ؟
ردّت عليه البنت داليا :
- منذُ كنت صغيرة جداً .. لدرجة أنني بِتُّ أشك في كوني أراه منذ ولادتي .
فقالَ الرجل كورنييه للفتاة و التساؤلات في رأسه تتوالد دون توقف :
- هذا يعني أنّكِ ترين نفسك طفلة في الحلم أم أنّكِ تكبرين في الحلم كما تكبرين في الواقع ؟ أي ترين نفسك في الحلم بالسن نفسها التي وصلتي لها في الحقيقة ؟
فأجابته البنت داليا :
- لا لم يتغير الحلم أبداً ، أرى نفسي في الثالثة من عُمري تقريباً أو ربّما أقل .
أنصَت الأب سيلانو لحديث إبنته داليا و صديقه كورنييه دون أن ينطُق بكلمة ، و بدأ يشُك في اعتقاده أن إبنته مجنونة ، فالفتاة التي يراقبها تتحدَّث الآن هي عاقلةً واعية .. بدء يشعر بالذَنب تجاهها ربّما ما حدث في الماضي تسبَّب لها في صدمة ما تزال تعاني منها حتى الآن ..
إذا كان هذا صحيحاً عندها سيكون المذنب هو و زوجته ، فكّر بأنّه ربّما معرفة بنته للحقيقة كانت لتخفف عنها أثر الصدمة هذه ، كان السرُّ الذي يخفيه بمساعدة زوجته لسنوات ..
فهو يتمزِّق من الداخل كلما تذكَّر إبنته و الحالة التي وصلت إليها كيف أصبحت .. هل له يدٌ فيما يحدث معها ومع صديقه أيضاً ، أيبوح لهم بالسِر أم يبحث عن حلول أُخرى تخفِّف من معاناة إبنته دون أن يتسبّب في معاناة أشخاص أخرين ... (يتبع)
قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt


