_ ظلَّ الوالد سيلانو يتسائل مع نفسه :
- كيف ستكون ردّ فعل إبنتي عندما تعلم بما كُنّا نخفيه عنها طوال هذه السنوات .. يا إلهي قد تسوء حالتها أكثر فكشفُ سرٍ كهذا لأحدٍ لا يعاني من شيء قد يدعوه للجنون ، فكيف إذا ما قيل لفتاة حالتُها النفسية أسوء ما تكون .. يفصل بينها وبين الجنون شعرَه .. هذا إذا لم تكن قد قطعتها بالفعل ..
قاطعت البنت داليا سِلسِلة أفكار أبيها بقولها :
- أبي ! أرجوك فلتقنع صديقك بالبقاء .. ربّما استطاع مساعدتي ، إنّه الوحيد الذي يتفهم مُشكلتي .
فقال الرجل كورنييه حينها :
- حسناً سوف أبقى لكن ليلةً واحدة فقط !
لم يكن كورنييه يعلم أن هذه الليلة ستشهد أحداث لم تكُن بالحسبان .. و قبل حلول الفجر زارته القطة كعادتها و رأى الكابوس ، و في ساعة مبكِّرة من الصباح إستيقظ على صوت صديقه سيلانو وهو يصرُخ :
- إبنتي ! إبنتي ! أنا السبب .. أنا السبب ..
إندفع الضيف كورنييه خارجاً و في طريقهِ اصطدم بالخزانة التي أوقعت شيئاً .. ربّما يفتح هذا الشيء أبواباً جديدة ، لكن كورنييه لم ينتبه لِما وقع و أكمل طريقه إلى الحديقة .. هناك وجد صديقه سيلانو يجثو على الأرض و حوله عائلته يجهَشهُن البكاء ..
كان سيلانو يحتضن إبنته التي فارقت الحياة نتيجة قَطع معصميها ! تساءل بينه وبين نفسه و عينيه مليئة بالدموع :
- إنتحرت كيف ؟ و متى ؟ بالأمس قالت أنّها لن تخرج من غرفتها حتى لا تموت .. لماذا خرجت ؟ و ما الذي كانت تفعلهُ هنا ؟ إذا كانت تنوِي قتل نفسها لِما لم تنتحر بغُرفتها بدلاً من أن تأتي إلى هُنا ؟ و ما سبب وجود آثار الوحلِ هذه عليها ..؟
و في عودة الرجل كورنييه إلى غُرفته و هو مصدوم بِما يحدُث .. إلتقط ما سقط من الخزانة أثناء خروجه من المنزل ، و في المساء كانت التحقيقات مُستمرة طوال الليل ، وهو لم ينعَم حينها بلحظة هدوء .. فإنّ ما وقع من الخزانة أو بالأحرَى ما تسلّل هارباً منها كان عِبارة عن صورة فوتوغرافية ليست بالقديمة جداً فهي تعود للتسعينيات ..
كان في الصورة إمرأتان و طفلةً صغيرة تمسُك بِقطة ؛ إنّها القطة نفسها التي تزورُ غرفته كلّ ليلة .. عَرِف ذلك من الطوق الموجود حول رقبتها ، ثم أدرك أنّ في الأمرِ كذبةً كبيرة ..
وفي اليوم التالي وضع كورنييه الصورة في جيبه و خرج من غُرفته مُتجهاً إلى صديقهِ ليستفسر منه عمّا يجولُ في باله و هناك كان سيلانو جالساً في غرفة المعيشة يتكلَّم على الهاتف و الصدمة باديةً على وجهه ! وما إن أَنهى مكالمته حتى وضع رأسهُ بين كفيه و أخذ يبكي ، وعندما رأى كورنييه آتٍ إليه قال بصوتٍ عالي :
- إبنتي لم تنتحر يا صديقي ..! لقد قُتلت ..! ماتت بمجرد أن خرجت من غُرفِتها .
قال له الرجل كورنييه :
- كيف ؟ و من القاتل ؟
ردَّ عليه الوالد سيلانو و الغصةُ تزبحُ قلبَه :
- لا أعرف ، لقد قالت الشُرطة أنّ إبنتي تلقَّت ضربةً قويّة على رأسِها قبل أن تموت و بالتأكيد قد افقدتها الوعي ، كما أنّ مِعصميها قُطعا في الإتجاه نفسَه أي باليدِ اليُمنى لشخصٍ آخر ... (يتبع)
قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt


