_ تنهَّد الرجل سيلانو وشرِبَ قليلاً من كأس الماء على المنضدة الموجودة أمامه ، ثم قال :
آثار الوحل على يدي إبنتي ناتجةً عن حفرها في الأرض ، والآن تبحث الشرطة عن سبب تواجدها بالحديقة في مثل ذلك الوقت ، و أين بالتحديد كانت تحفُر ؟ يسألونني على الهاتف عمّا كانت تبحث ؟ لا يُصدِّقون أنّي لا أعرِف شيءً ..
قاطعهُ صديقه كورنييه بقولهِ :
- أمّا أنا فأعرف جيداً أين كانت إبنتك تحفُر تعالَ معي .. سوف أُريك المكان ..
مَشيا إلى الحديقة حتى وصلا إلى بُقعة معيّنة تقف فيها شجرة و الثمر متساقط حولها ، أشار إليها الرجل كورنييه وقال :
- هنا يا صديقي ..
فقال صديقه سيلانو وهو ينظر إلى المكان المقصود :
- كيف عرفت أنّ هذا هو المكان الصحيح ؟
ردّ عليه الرجل كورنييه :
- من أحلامي ! إبنتك أيضاً أخبرتنا عنه ، ألا تذكُر عندما قلت لك أنّ الفتاة في الحلم أراها تجمع الثمر من الأرض على الرغم من عدم وجود أشجار حولها .
قال له سيلانو :
- أجل أذكُر هذا جيداً ، و ماذا عن إبنتي فأنا لا أذكُر أنّها حدَّدت مكان ؟
عندها قال كورنييه :
- بلى ، عندما قابلناها أشارت لنا على المكان التي تظهر فيه الفتاة ، حيثُ أَشارت بإتجاه الشجرة ...
فسأل سيلانو صديقهُ حينها :
- لماذا لم ترى الشجرة في أحلامك أنت إذاً ؟
قال الرجل كورنييه عندئذٍ :
- هذا ما لم أَجِد له إجابةً بعد ؛ الآن ! هل نستكمل في الحديقة هنا ما كانت إبنتك تقوم به قبل موتها أم نترك الأمر للشُرطة .
فردّ عليه صديقه سيلانو دون تردُّد :
- فلنُكمله نحن .. و إذا عثرنا على شيء مُهم نتصل بالشرطة ..
ذهب سيلانو وأحضر مِجرَفتان له و لصديقه وبدئوا بالعمل .. و بعد ساعةٍ من الحفر عثرا على هيكلٍ عظمي بشري و هيكلٍ لحيوان صغير على الأرجح يعود لقطة !
كاد أن يسقُط الرجل كورنييه مِغشياً عليه من هولِ الصدمة إلا أن استند إلى الشجرةِ ذات الثمر بجانبه .. أمّا صديقه سيلانو فقد تماسَك ، ربّما لأنه كان يتوقّع هذا ..
عندها قال سيلانو باستغباء :
- هيكلٌ عظمي في حديقة منزلي ، لِمن هو ؟ و منذ متى وهو هنا ؟
صاحَ الرجل كورنييه بِوجه صديقه سيلانو غاضباً بعد أن تملّكتهُ الشكوك تجاهه :
- هل تدّعي عدم المعرفة ؟ أنت قتلت زوجتك أ ليس كذلك ؟
ردّ عليه سيلانو بصوت عالٍ أيضاً و مسموع :
- لا أفهمُك ، زوجتي حيّة ! أ لم تراها اليوم ؟
فأجابه الرجل كورنييه :
- لا أقصد هذه ، أنا أتحدث عن زوجتك الأولى التي حضرتُ زفافها بنفسي ، لم أصدّق أبداً أنّها تلك المرأة نفسها التي تعيش هنا ! عليكَ الإعتراف بجريمتك .. هل قتلت إبنتك حتى لا تكتشف الحقيقة أم لكي لا تنكشف الحقيقة ؟؟
تذكّر الرجل كورنييه أمر الصورة فأخرجها من جيبهِ و وضعها أمام وجه صديقه سيلانو ، و قال :
- أُنظر إلى ما وجدت ، أ ليست زوجتك الأولى هذه التي تمسُك بالطفلة ، والطفلةُ على الأرجح هي نفسها إبنتك داليا ، أمّا من تقف إلى جانبها فهي زوجتك الحالية أ ليس كذلك ؟ ... (يتبع)
قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt


