الغرفة الزرقاء - الجزء الثاني عشر


_ أتمَّ الرجل كورنييه كلامهُ بقولهِ :
- إدَّعيت أنّك لا تعرُف شيئاً عن الغرفة الزرقاء .. إذاً ما لون الغرفة التي بالصورة ؟ إنّها زرقاء أليس كذلك و لها بابٌ يؤدي إلى الحديقة .. المشهد نفسه الذي أراه من غُرفتي تقريباً و هو نفسه الذي أَراه في حُلمي حالياً .. لكنِّي لم أُدرك ذلك من البداية ، لقد قُتلت زوجتك أمام إبنتها ، و هذا هو السبب في مطاردةِ ذلك الكابوس لها طوال حياتها ، لم يكن مُجرَّد حلم بل كانت تتذكّر ما رأتهُ على أرض الواقع ، هيّا أجبني الآن ! هل ساعدتك زوجتك الحاليّة في جريمتك ؟

أجاب الوالد سيلانو على إتهامات صديقه :
- أُقسم لكَ أنّني لم أقتل أحداً ، زوجتي الأولى هرَبت من البيت و تركت إبنتها ، و لا أعرف السبب وراء فعلتها هذه حتى الآن ، لقد التقطتُ بنفسي هذه الصورة لها و لصديقتها و إبنتنا أيضاً ، وقتها قامت بِطلاء تلك الغرفة باللون الأزرق بنفسها .. و عندها كانت سعيدة جداً .

بادرَت دموع سيلانو بالنزولِ على خدَّيه حتى تُلامس لحيتهِ الكثيفة ، و أكملَ روايته :
- قد سافرت إمرأتي الأولى دانيال في اليوم التالي من التقاط الصورة .. و تركَت الصورةَ هذه برِفقة إبنتي عند صديقتها مارلين التي اتصلت بي بعد أيّام وقالت لي و هي تبكي أن زوجتي دانيال هرَبت من البيت مع رجلٍ آخر ، و تركت إبنتها عندها .. عُدت أنا بسرعةٍ بعد اتصالها لآخذ إبنتي إلى بيتنا و أُرجعها لغرفتها الزرقاء ، لكن إبنتي داليا بدأت تُعاني من إضطراباتٍ في نومِها و كان يصيبُها الهلع من تلك الغرفةِ ، عندها قُمت بأخذ الصورة التي كانت برفقتها و قمت بتغطية اللون الازرق للغرفة بورق حائط ؛ ربّما يخفِّف هذا من خوفِ طفلتي لكن دون جدوى و بقيت ذكرى والدتها تُطاردها في أحلامها ..

وضع الرجل كورنييه كفَّ يده على ملىء رأسه بادٍ عليه الصداع ، و قال :
- هل أنهيتَ روايتك الآن ؟

فردّ عليه صديقه سيلانو :
- لا لم أنتهي بعد ؛ ففي ذلك الوقت و بعد فترة زمنية قليلة .. سمعت بوفاة زوجتي دانيال ، فتزوجتُ بصديقتها مارلين وذلك لأن إبنتي داليا كانت متعلقةً بها ، فإن دانيال و مارلين متشابهتان نوعاً ما ، و لم أُخبر أحد بالقصة هذه أبداً إلّا عائلة دانيال ، و هم أيضاً إحتفظوا بالقصة حتى لا يُجلبوا العار لأنفُسهم و استكملنا حياتنا و تناسينا موتها ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة