#الرواية_الشهرية2 | صانع الظلام - تامر ابراهيم

#الرواية_الشهرية2 | صانع الظلام - تامر ابراهيم


اسم الكتاب : صانع الظلام
اسم الكاتب : تامر ابراهيم
عدد الصفحات :
سنة النشر :
دار النشر :

يَعبُر تامر ابراهيم بسلاسةٍ ذلك الحاجز الفاصل بين التشويق و الرعب ليُبرهن على أنّه لا يوجد حاجز أصلاً ، و أن هرولة الوقت ذاتها قد تكون مُرعبة أكثر من قبوٍ يعجُّ بالتوابيت ؛ في الوقتِ ذاته هو قادر تماماً على ارتياد عوالم رعب لا يجرؤ أحد على ارتيادها .

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

جسد بثلاث أرواح - الجزء العاشر


يقول الشاب جيم :
- عندما وصلت ابنتك كيت إلى هُنا كانت سعيدةً جداً .. و تعرّفت عليها في أول يوم وصلت به .. تحدثنا أنا و إيّاها كثيراً .. و بعد مرور أسبوع تقريباً بدا عليها أمور غريبةً جداً .

رددّت عليه :
- أموراً مثل ماذا ؟

نظرَ الشاب جيم إلى الأرض و قال :
- طلبت منّي كيت النوم بجوارها ؛ لأنّها كانت خائفةً جداً في تلك الليلة .. و عندما استيقظت في اليوم التالي لم أجدها بجواري ، فنهضتُ أبحث عنها .. لأجدها واقفةً أمام الحائط و هي ترجُف بوضع الركوع و في يديها حشراتٌ غريبة ..

قاطعَ الصحفي جون السيّد جوردمان مرّة أُخرى ، و قال له :
- حشرات ؟؟

ردّ السيّد جوردمان الذي كان ما يزال يروي قصة ابنته كيت و لم ينتهي منها بعد :
- نعم .. و في ليلة وفاتها أيضاً رأيتُها بهذا الوضع و في يديها و فمها حشراتٌ غريبة لم أراها من قبل و لم أعلم من أين أتت بها أصلاً ..

أجابه الصحفي جون :
- حسناً ؛ أكمل من فضلك .

عادَ السيّد جوردمان لروايته بعد أن وضع كفَ يده على جبهته و خلخلَ شعره بين أصابعه :
- أضافَ الشاب جيم لكلامه أنهُ عندما رأى ابنتي كيت في تلك الحالة .. حاول أن يهدئها و أن يُخرج الحشرات من فمها ، و لكنّها أبعدتهُ عنها بشدّة ليقع على رأسه و يفقد الوعي حينها و علِم بعد أن استيقظ من غيبوبته بأنّها قامت بجرح نفسها بيدها ، و أكّدت لي ذلك الآنسة مسيز ايميلي بأنّهم رأوا مرآة مكسورة بعدها ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

جسد بثلاث أرواح - الجزء التاسع


_ استكمل السيّد جوردمان روايته :
- دخلتُ أنا و الطبيب براين مكتب الآنسة مسيز ايميلي فوجدنا الشاب جيم بانتظارنا .. فنظر الطبيب إليّ ، و قال :
- حسناً .. و الآن أودُّ معرفةَ أمرٍ منك .

فسَألتهُ أنا :
- و ما هوَ ؟

فأجابني الطبيب براين :
- هلّ لدى ابنتك كيت أصدقاءٌ شباب ؟

رددّت عليه :
- لا .. لم يكُن لديها أيّ صديق شاب قبل مرحلتها الجامعية هُنا .

وقفَ الطبيب و قال بتردّد :
- إبنتك .. مُصابةٌ بمرض الإيدز !

جثيتُ ببطء على رُكبتي من ذهول الموقف و قُلت :
- ماذا ؟ لم أعِي ما سمعتُ بعد ..

وما إن وضعتُ عيناي على الشابُ جيم ، فسرعان ما قال لي :
- سيّد جوردمان .. أُقسم لك أنّي لم ألمِس ابنتك كيت بتاتاً .

حينها قال الطبيب براين :
- يا سيّدي جوردمان .. لا تظلُم هذا الشاب ، فإن ابنتك كيت لم تُكمِل أُسبوعان هنا ، حتى إن حدَث شيئاً بينهُم فلا تظهر أعراض المرض بهذه السرعة ..

جائت الآنسة ايميلي بِكرسيٍ حتى أجلُس عليه و استريح ، فأضاف الطبيبُ براين :
- لقد أخذتُ عينة من دمّ ابنتك كيت و أرسلتُها إلى المخبر .. الذي أخبرني بأن المرض مستقرٌ بداخلها .. و هي الآن عرضةً لأمراض كثيرة ، و أقلّ ما قد يحدث لها توقّف بعض أعضاءِ جسمِها عن العمل و إصابتها بالإعياء الشديد .

وبعد أن تمنيتُ في قلبي أن يكون كلّ الذي يحصل مجرّد حلمٍ ينتهي في آخره .. قُلت للشاب جيم :
- ماذا حدث يا جيم ؟

أجابني الشاب جيم بتردُّد أو خوف :
- ابنتك كيت فتاةٌ جيّدة ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

جسد بثلاث أرواح - الجزء الثامن


_ على الفور قُلت للطبيب براين :
- ماذا تقول ؟ إبنتي لم تكُن تُعاني من شيء قبل قدومها إلى هنا !

بسُرعة ردّ عليّ الطبيب :
- نعم ؛ و قبل أن تتصِل بِك أول مرّة لتُخبرك بأنّها سعيدة !

نظرتُ إليه باندهاش ، و قُلت له :
- نعم .. و الآن أُريد أن أَرى ابنتي كيت ..

ردّ عليّ الطبيب براين :
- حسناً ؛ تفضّل معي .....

قاطَع الصحفي جون رواية السيّد جوردمان التي كان يُرويها ، قائلاً :
- و هل رأيتها ؟

أجابهُ جوردمان و الدموع في عيناه :
- نعم رأيتها ؛ و يا ليتني لم أرها بتلك الحالة .

قال الصحفي جون :
- هل تستطيع أن تَصف لي ما حدث بالتفصيل في تلكَ الأثناء ؟

مسَح السيّد جوردمان دموعه بمنديلٍ أخرجهُ من جيبه ، و قال :
- نعم ؛ فعندما دخلتُ مع الطبيب براين إلى غُرفة كيت ، حينها هي كانت نائمة .. فاقتربتُ منها بهدوءٍ شديد لأَضع يدي عليها و الغصّةُ تذبحُني .. أتأمل بوجهها فكانَ لونهُ اصفر من عدم التغذية و بانَ على بشرةِ جسمها المرَض الحاد .

فقال ليَ الطبيب :
- ابنتك كيت تقريباً لا تنامُ أبداً ، لذلك نُعطيها بعض المنوِمات كي تستطيع إراحةَ جسدها ، و مع ذلك فهي تستيقظ قبل الموعِد المحدد لها .

فجأةً استيقظت كيت من نومِها .. فنهضت بسرعة من فراشها ، لتقترب من النافذة و هي تصرُخ .. و عند ولوجها بالإنتحار .. أمسكت بها أنا و قامَ الطبيب براين بإعطاها مخدِّر حتى أُغمِي عليها بعد دقيقة ..

و بالطبعِ كُنت مصدوماً بشدةٍ لِما أراه .. و لا أعرِف ماذا أفعل ..

و عند انتهاء الطبيب براين بعدلِ موضع كيت على فراشها ، كي تنامَ بسلام .. قال لي :
- هل تسمح بالتفضّل معي ؟

نظرتُ إليه لأقول :
- إلى أين ؟

أجابني الطبيب براين :
- أُريدُك أن تتحدث مع شخصٍ عرِف ابنتك كيت جيداً ؛ من أوّلِ مكوثها هنا .. و لم يترُكها لحظةً واحدة ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

جسد بثلاث أرواح - الجزء السابع


_ استكمل السيّد جوردمان حديثه :
- و بعدها انقطع خط الهاتف و لم تُكمل ابنتي كيت حديثها معي بعد !

فردّ عليه الصحفي جون :
- و ماذا فعلت أنتَ حينها ؟

أجابه جوردمان قائلاً :
- سُرعان ما قمت به هو اتصالي بإدارة الجامعة و عندها هم أيضاً طلبوا مِنّي أن آتي فعلاً ، و بالفعل سافرتُ إلى نيويورك بمُفردي دون أن أُعلم زوجتي جين بشيء .. و إذا أردتَ الصراحة أنا نادمٌ على ذلك ، كان يجب عليّ إخبارُها .. لكن لَن أُدخلك بتفاصيلٍ غير هامّة فعند وصولي الجامعة ذهبتُ لأُقابل الآنسة مسيز ايميلي و هي المسئولة بالجامعة التي طلبت منّي المجيء ..

و عند دخولي مكتب الآنسة مسيز ايميلي وجدتُها جالسةً خلف مكتبها تُرتب بعض الأوراق ، فعرفتُها بنفسي :
- أنا جوردمان وليّ أمر الطالبةُ كيت ، لقد تحدثتي لي منذُ ثلاثة أيّام .

سرعان ما قامت هي من مقعدها و دعتني للجلوس و خرجَت للحظات من مكتبها و عادت ثانيةً .. فسأَلتُها :
- آنستي ايميلي ما الأمر ؟

 فجلسَت الآنسة ايميلي على الكُرسي المواجه لي .. فنظَرت إلى الأرض ثم نظرت إليّ و قالت :
- هل ابنتك كانت تُعاني من أيّ أمراضٍ عصبيّة أو ذهنيّة قبل قدومها إلى هُنا .

عندما سمعت تلك الكلمات دبّت في جسدي صاعقة فصرختُ :
- ماذا تقولي ؟ هلّ تعرفينُ ما تتكلمين ؟

حاولت الآنسة ايميلي تهدئتي قائلة :
- يا سيّدي ؛ من فضلك استرح !

فجلستُ لأقول لها بتوتر :
- ماذا حدَث ؟

و حينها دخل علينا رجلٌ بان عليه أنّه طبيب
فقالت الآنسة ايميلي له :
- تفضّل أيُّها الطبيب براين !

فجاء إلى جانبنا ليجلس .. و فورَ جلوسهِ قُلت له :
- ما الأمر يا حضرةَ الطبيب ؟ أنا والد كيت !

نظَر إليه الطبيب براين و قال :
- يا سيّد جوردمان ابنتك تُعاني من هلوسةٍ مُستمرة ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt

جسد بثلاث أرواح - الجزء السادس


_ أخذَ السيّد جوردمان نفساً عميقاً .. ثم بدء :
- حسناً ؛ ولدت كيت جوردمان في 24 أغسطس عام 1988 في وادي بجنوب بوسطن حيث ترعرعَت هناك ، ربيناها أنا و والدتها على الأخلاقِ و العادات الطيّبة .. كُنّا نعيش في قرية صغيرةٍ فقيرة ، و بعدَها انتقلنا إلى نيويورك لأن ابنتنا كيت طلبت أن تدرُس هناك في جامعة نيويورك .. لذلكَ سافرنا إلى هناك ، كيت فتاةٌ ناجحة في دراستها دوماً و لم تعلم ماذا ينتظرُها .

فقال الصحفي جون و هو يسجَّل ما يقوله جوردمان :
- سيّد جوردمان ماذا كُنت تعمل هنا ؟

ردّ عليه السيّد جوردمان :
- أنا أعملُ حارسَ أمنٍ في البنك الدولي ... هل تريد أيضاً أن تعرِف كم أتقاضى ؟

ضحِك الصحفي جون ، ثم قال :
- أكمِل من فضلِك ياسيّدي ؟

فتابع جوردمان روايته :
- تذكّرتُ الآن بعض الأحداث التي قد تُفيدك .. قبل انتقالنا إلى نيويورك وصلَ إلى ابنتي كيت رسالةٌ من المدرسةِ الثانويّة كي تُكمل دراستها في جامعة نيويورك ، في البداية سافَرت كيت مع بعض زملائها من بوسطن و مكثَت في سَكن الطالبات أسبوعٍ تقريباً و اتّصلت بِنا و أخبرتنا أنّها سعيدةٌ جداً و أنّها تعرفَت على صديقٍ جديد اسمه جيم .. و بعد ذلك تحدثت أنا مع صديقَ ابنتي كيت و طلبتُ منه أن يحافِظ عليها ، فارتُحت لذلك الشاب بعض الشيء ، و بعدها بيومان اتّصلت بنا مجدداً و طلبت منّي أن آتي لآخذها ..

قالَ له الصحفي جون :
- لِمَ سكت ؟ أكمِل ما بدأتَ به .

استكمل السيّد جوردمان حديثه :
- و في منتصف الليل .. رنّ هاتف منزلنا ، فقامت أنا بالرَّد عليه :
- مرحباً !

فسمعتُ صوت ابنتي كيت و هي تقول :
- أبِي من فضلِك .. تعالَ و خذني من هُنا .. لا أريد البقاء أكثر !!

حينها قُلت لها :
- كيت مع الأمر ؟

فقالت لي :
- أبي ... أبي ... (يتبع)

قصص مرعبة
Facebook/ro3bSt